محمد ويسوع في بلاط القدس / ردينة مصطفى الفيلالي
أثارُ مخالبهم في تجاعيد وجه المدينة
في قناديلكِ المظلمة
وملامح العجوزِ المسكينة
أعرفُ يا حبيبتي كم بكيتِ حين
شوّهوا ملامح العذراء الجميلة
نخروا جسدها بالأحذية القديمة
وحين رحلنا جميعاً، تركنا أميرة َ المدنِ رهينة
ونحن نراهم يفقأون فيها العيون اليتيمة
قفزنا كالجرذان من سطحِ السفينة
فانتحرتِ الكرامةَ فينا
كما تنتحر البراءةُ في العيونِ اللئيمة
عفواً يا محمدُ واعذُرنا يا يسوع
بعد أن تمزقت أوراقُنا تحطمت فينا الجذوع
أصبحت امتنا غصوناً فروع
تشرب حتى الثمالةِ من كأس الذُّلِ، نهر الخنوع
تمارس في الوكرِ الأبيض شيئا ً من الصلاةِ
وهو الركوع
فهوت قدسيةُ القدسِ أمام الجموع
تحطمت الصوامعُ ذابت في الكنائسِ الشموع
سكتت تنهداتُ الشعبِ بين الضلوع
أضرمنا النار فيك حبيبتي
أضرمنا النار فيك قُدسَنا
وحسبُنا أن اللهب تطفئهُ الدموع
No comments:
Post a Comment